



تظل لبنان هذه الدولة الصغيرة التي اقتطعت من سوريا عام 1921 مثار جدل ومصدر قلاقل ومخرج للفتن واسباب صراع واحتمالات شقاق ومسرحا لتصارع الاقوياء وعراك الاشقاء وانتقام المحبين واخيرا بيت المتنبئين والمنجمين امثال ليلي عبد اللطيف وميشال حايك وفغالي وكبيرتهم ماجي فرح ؛ تماما كما كان لكل دولة من القوي العربية والاقليمية والدول الكبري صحيفة او اذاعة تتبني توجهها وتكرس لأهدافها ،ثم جماعة ومليشيا تدعمها بالمال والسلاح ابان الحرب الاهلية(1974-1990) اصبح الان ومنذسنوات لكل امير وحاكم ودولة في المنطقة العربية وما وراءها وايضا لكل سياسي لبناني بارز منجم يبشر به ومتنبأ يدعو له ويشن في تنبؤاته حربا نفسية ضد اعداءه بأن ينشر ان حساباته الفلكية تقول أنه سيموت مثلا او يتعرض لفضيحة او ينكسر أو ينهزم وغيرها من اساليب الهدم النفسي وعلي العكس يتم الترويج لمن دفع لهم انه سيعلو شأنه ويبزغ وينتصر في معاركه ضد… وضد … وبما اننا قبيل نهاية عام فقد بدأ تواتر التنبؤات لأشخاص ملوك وامراء وحكام فضلا عن الابراج التي بدأ التوقع والتنبؤ لاصحابها قبل عقدين من الزمن او يزيد حتي رفع الجهل العربي وإغراق العامة في الغيبيات والتمنيات بسبب انهيار الفكر وضعف الثقافة وندرة الوعي فأصبحت الليالي السابقة على رأس السنة الميلادية عيدا ينتظره الناس ليستمتعوا باطلالات هؤلاء ليعرفوا احوالهم في عامهم القادم من رواج وانكشاف غمة وتحسن أحوال وبدأت هذه الليالي بتوقعات تنبؤية لاصحاب الابراج ثم تعرضت لفنانين ومشاهير نتيجة ضعف البنيان الفكري والعلمي والتردي الثقافي لكثير من المسؤلين وضعف الوعي لدي عموم الشعب العربي او اغلبه ،..مؤخرا تطور امر المسنبئين الي أن اصبحوا من ادوات الحرب النفسية والدعاية بين الحكام والدول للتأثير ومحاولات تغيير بعض مجرايات الامور باعلان التنبؤ او التوقع بحدث ما أو الترويج لحدث ما لتدجين الشعوب وتخديرها وصرفها الي الوجهة المرادة وعلي مستوي الداخل اللبناني لتهيئة الناس لقبول اغتيال شخيصة ما او حدوث فوضى امنية او اقتصادية وطبعا كله مدفوع الاجر… وفي مواجهة للمذيع اللبناني رودلف هلال مع ليلي عبد اللطيف اخرج لها صورة شيك بمبلغ 150 الف دولار من سياسي لبناني بتاريخ 8-11-2012 رغم انها قبل ثواني من ظهور الشيك تؤكد انها …بحياتي ما صار اني قبضت مصاري …. العرب يحاربون بعضهم الان بالتنجيم والرصاص والارهاب ……..
د.أيمن السيسي نائب رئيس تحرير الأهرام